الثلاثاء، 11 يناير 2011

الشباب والبنات في غرف الدردشة و شات

يلجاء الشباب والفتيات في العالم العربي إلى الانترنت كوسيلة جديدة لإنشاء علاقات صداقة وحب مع الجنس الآخر، بل وقد تتطور العلاقة أحياناً لتتحول إلى مشروع زواج . وفي غضون ذلك قد تحدث تجاوزات خطيرة - حسب مجموعة من الشباب والفتيات تحدثت إليهم "غلا السعودية"- منها حصول ممارسات فاحشة من خلال الكاميرات أو ممارسة الجنس في غرف الدردشة. أعمار الشباب والشابات الذين يلجئون إلى مثل هذا النوع من العلاقات تتراوح بين 13-22 عاما. وعن الأسباب والدوافع التي ترغِّب الشباب بمثل هذه العلاقات أكثر من غيرها، قالت البحرينية "ندى " التعرف على شاب والتحدث إليه عبر الانترنت يعد أسهل من غيره في مثل هذا النوع من العلاقات، لأنه يخفف من حدة الخجل والإحراج لكلا الطرفين. في حين يرى السعودي ياسر العيسائي أن السبب الحقيقي يعود إلى شخصية الإنسان "فالبعض يشعر بالخجل من اتباع الطريقة التقليدية في التعرف على الجنس الآخر، في حين تختصر الدردشة الكثير من العناء كونك لا ترى الطرف الآخر وجهاً لوجه". وعن الطريقة التي يتم بها التعارف، أشارت البحرينية مها إلى أن معظم الشباب والشابات يلتقون في المواقع الخاصة بالدردشة مثل شات و دردشة ، فيما يحصل البعض على البريد الإلكتروني الخاص بالآخرين عبر الرسائل المرسلة من أصدقائهم. من جهتها أشارت ندى إلى أن الفتاة قد تلجأ إلى السؤال عن بريد شابٍ بعينه في حال أعجبت بذلك الشاب وأرادت التعرف عليه. أما مها فقد أكدت أنها لا تثق بعلاقات الحب "الالكترونية" أصلاً وذلك لاستحالة التأكد من صدق الطرف الآخر، مؤكدة أن علاقات الحب لا يمكن أن تبدأ إلا باللقاء وجهاً لوجه أو عن طريق الهاتف على الأقل. كما انتقدت ندى علاقات الحب التي تعتمد كلياً على الانترنت كون الانترنت عاجزة عن إيصال المشاعر والأحاسيس والتي يصعب التأكد من صدقها عن بعد. من جهته يرى العيسائي امكانية التمييز بين المشاعر الصادقة والمشاعر المفتعلة حتى عن طريق الإنترنت "رغم أنني وقعت ضحية لعدة مقالب، لكني واثق تماماً من مقدرة البعض على تمييز الأحاسيس الصادقة من المزيفة مع مرور الوقت وتعميق العلاقة مع الطرف الآخر. أنا أؤمن بامكانية وقوع الحب عن طريق الدردشة حتى في لو تعذرت المقابلة وجهاً لوجه أو المحادثة هاتفياً". أما السوري عبد الله فيرى أن الاعتماد على الانترنت وحده في بناء علاقة حب مع فتاة يعتبر ضرباً من الجنون، "فرغم أني مررت بتجربة مماثلة إلا أني أرى أن الحب يتطلب تواجد الحواس الخمس، أو ثلاثٍ منها على الأقل. الحب يتطلب رؤية الطرف الآخر والتحدث إليه وسماع صوته أيضاً".
علاقة الانترنت تنتهي بالزواج
وعن طبيعة العلاقة التي تربط الطرفين، فيبدو أن معظم الشباب العرب لا يأخذون هذا النوع من العلاقات بجدية، بل يلجئون إليها كأداة تسلية لقتل أوقات فراغهم. حيث يرى عبد الله أنه "لو وجد من يأخذ هذه العلاقات بجدية معتبراً أنها علاقة حب حقيقية، فمن النادر أن يفكر بالزواج كنهاية منطقية لهذه العلاقة". أما الفتيات فيبدو أنهن يؤمن بإمكانية تطور علاقات الانترنت إلى حد يصل بها إلى الزواج، فقد أشارت ندى إلى أن علاقة الانترنت قد تتطور وتتحول إلى علاقة هاتفية، ثم إلى حب حقيقي ينتهي بالزاوج. من ناحيتها لا ترى مها أي غرابة في تحول علاقات الانترنت إلى مشروع زواج ناجح معتبرةً أنها كغيرها من العلاقات التي بدأت بطرق أخرى. وعن اختلاف طبيعة الشخص الحقيقية عن الصورة التي تعكسها علاقة الانترنت، قالت ندى "من خلال بعض التجارب أرى أن الصورة التي يعكسها الانترنت مختلفة تماماً عن الصورة الحقيقة للشاب، فهو يبدو أكثر جرأة وتصنعاً على الانترنت فيما يظهر على طبيعته ويكون أكثر خجلاً في اللقاء وجهاً لوجه". وأضافت مها: "لا يمكن للانترنت أن تنقل المشاعر والأحاسيس التي يتبادلها الطرفان خلال اللقاء وجهاً لوجه، فالصوت والنظرات والـ non-verbal communication تلعب دوراً مهماً في تكوين صورة واضحة عن الطرف الآخر". أما عبد الله فيرى أن الانترنت قد تؤدي الغرض أحياناً "فأنا أؤمن بوجود حاسة الكترونية سادسة يستطيع الإنسان مع الوقت تنميتها والاعتماد عليها في تكوين صورة صحيحة عن الطرف الآخر".

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق